بسم الله الرحمن الرحيم
قد تقرأ قصيدة ثم تنتهي منها ولم يعلق بذهنك إلا بيتين او ثلاثة وهذه الابيات يجمعها بعض الناس و يبوبونها في كتب او كتيبات من باب جمع نوادر الشعر و انا في هذا الموضوع سأحاول جمع بعض الابيات التي ارى انها من الابيات السائرة الرنانة....
سوف أستعرض مقاطع صغيرة جميلة وسوف أحاول توضيح ما التبس منها , ويمكنكم الرجوع للقصيدة الأم إذا اردتم.
نصيحة إذا تعاملت مع الشعر الفصيح القديم أو الجاهلي فأحرص على سماعها من شخص ملم باللغة العربية وبالشعر لأن بعض الكلمات صعب نطقها....
وقد تفني وقتا ليس بالقصير في حفظ قصائد ثم يتبين لك بعد سماعها من مختص أنك حفظتها بشل خاطيء...
أبيات في المدح
.
المدح فن كبير من فنون الشعر و لا يوجد شاعر لم يمدح ولكن يختلفون في أساليبهم وأهدافهم ويبقى المتنبي سيد الإسراف في المدح وهدفه دائما مصالح مادية او منصب.
.
حسان بن ثابت رضي الله عنه
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني **** وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ **** كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
البيت الأول واضح, في البيت الثاني يقول الشاعر ان ممدوحه مبرأ من العيوب كأنه خلق كما اراد هو.. ولا اعلم من هو الممدوح لكن أظنه الرسول صلى الله عليه وسلم
أبو تمام
فلو صورت نفسك لم تزدها **** على مافيك من كرم الطباع
ونغمة معتفٍِ تأتيه أحلى **** على اذنية من نغم السماع
الشاعر الكبير أبو تمام.... البيت الأول شبيه ببيت حسان الثاني, فالشاعر يخاطب ممدوحه بقوله: لو اعطيت الإمكانية لخلق نفسك وتسويتها لم تستطع ان تزيد في اخلاقها شي لأنك مكتمل الأخلاق
البيت الثاني, يقرر الشاعر ان ممدوحه يطرب لطلب الشخص المحتاج أكثر من طربه لسماع الغناء
.
أبو الطيب المتنبي
عَجَباً لَهُ حَفِظَ العِنانَ بِأَنمُلٍ **** ما حِفظُها الأَشياءَ مِن عاداتِها
لَيسَ التَعَجُّبُ مِن مَواهِبِ مالِهِ **** بَـل مِن سَلامَـتِها إِلى أَوقاتِها
ذُكِرَ الأَنامُ لَنا فَكانَ قَصيدَةً **** كُـنتَ البَـديعَ الفَردَ مِن أَبياتِها
المتنبي الغني عن التعريف, في البيت الأول يتعجب الشاعر من فروسية ممدوحه ويستغرب كيف تمسك اصابعه عنان فرسه بهذه القوة, خاصة ان اصابعه ليس من عاداتها المسك بل من عاداتها الكرم وافلات المال...
البيت الثاني يقول الشاعر ليس العجب من عطاياه للناس بل العجب كيف سلمت هذه الاموال الى وقت الأعطيه, حيث ان ممدوحه كريم لا يبقى عنده مال...
البيت الثالث واضح
أبيات في الغزل
.
كثير عزة
وَدَدتُ وَبَيتِ الله أَنَّكِ بَكرَةٌ **** هِجانٌ وَأَني مُصعَبٌ ثُمَّ نَهرُبُ
كِلانا به عرٌ فَمَن يَرَنا يَقُلُ *** عَلى حُسنِها جَرباء تُعدي وَأَجرَبُ
إِذا ما وَرَدنا مَنهَلاً صَاح أَهلُهُ **** عَلينا فما نَنفَكُّ نُرمَى وَنُضرَبُ
نَكونُ بَعيري ذِي غِنىً فَيُضِيعُنا **** فَلا هُوَ يَرعانا وَلا نَحنُ نُطلَبُ
نَكونُ بَعيري ذِي غِنىً فَيُضِيعُنا **** فَلا هُوَ يَرعانا وَلا نَحنُ نُطلَبُ
أبيات طريفة لكثير عزة, فهو يتمنى ان يكون جملا صعبا لا يستطيع احد إمساكة ويتمنى ان تكون محبوبته ناقة جرباء لا يقربها احد......
ثم يقول انهم إذا وردو الماء صاح عليهم اهل الماء وطردوهم وان صاحبهم رجل غني مغفل لا يرعى جماله ولا يطلبها.....
.
المتنبي
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها *** في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت قمر الزمان بوجهها *** فأرتني القمرين في وقت معا
الأبيات واضحه سهله التشبية, ويقصد بالقمرين الشمس والقمر
عدي بن الرقاع العاملي
وَكَأَنَّها وَسَطَ النِساءِ أَعارَها **** عَينَيهِ أَحوَرُ مِن جَآذِرِ جاسِمِ
وَسنانُ أَقصَدَهُ النُعاسُ فَرَنَّقَت **** في عَينِهِ سِنَةٌ وَلَيسَ بِنائِمِ
الشاعر يشبه عينا حبيبته بعين البقر الوحشي – المها الوضيحي-, فيقول كأن الجؤذر اعارها عينيه. والحور هنا معناه شدة بياض العين وشدة سوادها...
البيت الثاني رائق, يقول ان الجؤذر –المها- وسنان أي أخذه النعاس, فأخذت عيونه النوم لكنه ليس بنائم.
في رواية اخرى
وسنان أقصدة النعاس تلاعبت في عينه سنة وليس بنائم
ومعنى رنقت أي اشرفت ودنت, فيقال رنقت منه المنية اي شارف على الموت.
ابن غلبون الصوري
سَفَرنَ بدوراً وانتَقَبنَ أهلَّةً **** ومسنَ غُصوناً والتفَتنَ جآذِرا
وأبدينَ أطراف الشعور تَستُّراً **** فأغدَرَتِ الدنيا عَلينا غَدائِرا
وربَّتَما أطلَعنَ والليلُ مُقبلٌ **** وجوهَ شُموسٍ تُوقِفُ الليلَ حائِرا
فهنَّ إذا ما شِئنَ أمسَينَ أو إذا **** تعرَّض أن يَصبَحن كنَّ قَوادِرا
البيت الأول: يقول اذا كشفن وجوههن بدين كالبدور وان هن انتقبن كن كالأهلة, و اذا مشين تمايلن كما تتمايل الأغصان و إذا التفتن إلتفتن بعيون كعيون المها.....بيت جميل موجر
البيت الثاني: يقول انهن متسترات لكن اطراف شعورهن ظاهره...يشير الى طول الشعر, ولسواد شعورهن ظن الشاعر ان اليل لم يذهب وبقي منه وقت.
البيت الثالث: ربما يخرجن سافرات الوجوه عند اقتراب الليل فيحتار الليل من ظهورهن لأنهن كالشموس من الجمال.
البيت الرابع : يقرر ماقاله في البيتين السابيقن, بأنهن يستطعن قلب النهار الى ليل والليل الى نهار......
هنا نصل إلى ختام الموضوع اتمنى انكم استمتعم به